بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أذكركم بقول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) )) سورة البقرة
وبقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) )) سورة البقرة
وبقوله تعالى ((كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) )) سورة الأنعام
وبقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) )) سورة النور
إذا الشيطان له خطوات لإضلال البشر , وله مراحل لإغواء الناس , وله درجات لإهلاك بني آدم ..
لن ينصب حديثي عن خطورة هذه النظرية ( إن صح التعبير ) , وإن كانت مهمة بمكان للحديث عنها والتفصيل فيها , إذ خطوات الشيطان هي السبيل إلى جهنم أعذنا الله وإياكم منها .
سأتحدث عن خطوة واحدة من خطوات الشيطان , وخطوة بعيدة المدى , وطويلة النفس , وناجحة مع كثير من البشر , بل إن الواحد منا ليعتقد أنه يحارب الشيطان بهذه الطريقة وهو في الحقيقة يسير معه كما يخطط عليه من الله ما يستحق .
العائق الوحيد أمامي , وهو الحاجز بيني وبين كل آمالي , وبزواله تبدأ مسيرة أحلامي ... هذا لسان حال كل واحد منا , ودون أن يشعر , وفي كثير من المواقف
العائق الوحيد في خطوات الشيطان بشكل مختصر : هو أن يبين الشيطان للإنسان أنه لم يبق بينه وبين أمر ما ليحققه سوى عائق واحد , وبعد زوال هذا العائق يستحدث الشيطان عائقا آخر , وهكذا حتى تنتهي الحياة وبينك وبين هدفك المراد عائق واحد ومتجدد ..
مثال حدث مع صديق لي خلال أشهر مضت ولا يزال يستمر بالعائق الوحيد :
كنت مع أبي فيصل , وهو سمين البنية , وكان حديثنا ينحدر حول سمنته , ومشروع الحمية الذي سيبدأ به , وما إن تحدثنا بهذا الموضوع إلا أن قال لي : أول ما يبدأ الفصل الثاني أبخفف من الأكل , وأبدأ الحمية .. بدأ الفصل الثاني وحصل بيننا لقاء وسألته عن مشروعه العظيم فقال : والله يا أبو أنس خلنا بس نخلص حوسة الجدول ونشوف وش حنا عليه وهم الدراسة تعرف بأول اسبوعين وإن شاء الله أبدأ بعد ما ينتهي الجدول ..
وحصل بيننا لقاء بعدها بشهر تقريبا وسألته عن مشروع الحمية فقال : وأنا أخوك توي ما تأقلمت مع الدراسة يعني الجدول ما انتهيت الا آخر يوم والأسبوع الي بعده ما داومت والحين ما لي الا كم يوم أدرس ولا دخلت جو الدراسة ولكن إن شاء الله كلها اسبوع اسبوعين ونبدأ
وحصل لقاء آخر بعدها بأسابيع وسألته فقال : اختبارات أعمال السنة .. إلخ
وبعدها : اختبارات نهاية الفصل إن شاء الله مع الإجازة
وفي بداية الإجازة : الصيف حر ومشقة ولكن رمضان فرصة ما تتعوض
وقبل أيام قال : رمضان يحتاج تقوي على الطاعات والعبادات وأنا إنسان أجوع كثير في رمضان , ولكن بعد العيد أبشر ..
سأخبركم بعد العيد إن شاء الله بالعائق الوحيد الجديد ..
وهكذا الشيطان في كل أمر من أمور ديننا أو دنيانا , وخصوصا مع التوبة , متى تتوب ؟ ينتهي هذا العائق وأتوب .. فإذا انتهى جاء عائق جديد ثم إذا زال فإذا بعائق آخر .. وهكذا الشيطان بخطوة من خطواته يعطل مشاريع حياتنا
أخي الفاضل .. أختي : إن المتحدث عن هذا الموضوع ليتعب وليكل في البحث عن حل .. ولكن في نظري واعتقادي أن الحل الأمثل هو عدم الاستسلام لعوائق أحيانا نعرف أنها تافهة , ولكن لأمر نريده , وهوى نبتغيه نجعل هذا العائق سببا في أن يحول بيننا وبين ما نريد وما نطمح به ..
ولكن أخي المبارك أختي المباركة كلنا نعلم أن الإنسان إن لم يكن له هم لأمر معين أو همة تجاه شيء يجعل بينه وبين هذا الأمر عوائق ولا تخلوا هذه العوائق إما أن تكون حقيقية أو وهمية , فإن كانت حقيقية لا تخلوا إما أن تكون مسوغة بأن تكون عائقا أو غير مسوغة لأن تكون عائقا .. المهم أن الواحد منا يبدأ بالبحث عن الأعذار والعوائق لنفسه لا من باب الدراسات والتخطيط بل من باب أن يكون لسان حال المرء : أنا معذور ..
المقصود من هذا كله أيها الأحبة التنبيه على أمر عظيم وخطب جلل يقع فيه كثير من الناس دون أن يشعر , بل ويحسب أنه من المحسنين صنعا ..
بارك الله فينا أجمعين , وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين , ونفعنا بما نسمع ونقرأ ونقول , إنه ولي ذلك والقادر عليه ]