ملخص لكلام الشيخ محمد راتب النابلسي
ضوابط ممارسة الرياضة :
إسلامنا إسلام الحياة ، إسلامنا دين الفطرة ، إسلامنا مع الحياة بكل تفاصيلها ، ولكن مع الضوابط ، الفرق بين الإسلام والتفلت فرق الضوابط فقط ، فما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، إذاً الضوابط في ممارسة الرياضة هذا الكلام لجميع الشباب وللشابات .
تنوعت الرياضة في عصرنا ، ودخَلها كثير من المخالفات الشرعية ، إما في نظام الرياضة ذاتها ، أو في كيفية أدائها ، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي :
أول ضابط شرعي في الرياضة : ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي ، قال تعالى :
(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )[ سورة النور : 37]
الضابط الثاني : مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه ، وهي أرفع صور الرياضة ، تدخل في وسائل نشر الحق ، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان وتنشيطها ، ولاستجمام المباح ، روحوا قلوبكم ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت .
لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة ، حتى يؤجر المرء ، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز وجل ـ أن الأمور بمقاصدها ، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الجامع المانع : (( إنما الأعمال بالنيات )) .[ البخاري عن عمر ]أيها الإخوة الكرام ، سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو وسائل ضروب اللعب مما لا يستعان به على هدف نبيل مضيعة للوقت ، لأن الوقت أثمن شيء في حياة الإنسان .
الضابط الثالث : وجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز :
هناك لاعب كرة بمصر من كبار لاعبي الكرة اعتزل اللعب ، وقبع في بيته ، كان هناك مباراة دولية ، المسؤولون في وزارة الشباب يحرصون على النجاح في هذه المباراة حرصاً لا حدود له ، فذهب وفد من قِبَل وزير الشباب إلى بيت هذا اللاعب ، وطلب منه أن يعود عن قراره باعتزال اللعب ، وأن يدخل في هذه المباراة ، اشترط أن يرتدي بنطالاً طويلاً ، ولأنهم في أمسّ الحاجة إليه وافقوا له ، فلما وافقوا قلّده رياضون كثر ، والآن يمكن أن يمارس اللاعب لعبة كرة القدم ببنطال طويل يستر عورته .
الضابط الرابع : عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن :
لأن الله عز وجل قال
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)[ سورة البقرة : 195]
وقال أيضاً
ولا تقتلوا أنفسكم)[ سورة النساء: 29]
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا ضرر ، ولا ضرار )) .
إذاً : أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر ، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة ، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً ، ولأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، ومستحيل أن يزهق روحه لسبب تافه .
الضابط الخامس : البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة :إنّ أكثر أنواع سباقات الخيول فيها قمار ، وفيها مراهنة ، والقمار محرم ، لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .
الضابط السادس : ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة :ذكرت لكم مرة أني كنت في طريقي من مكة المكرمة إلى جدة بسيارة عامة ، ورأيت السائق يكاد يخرج من جلده ، ويتأثر تأثراً لا حدود له ، ويعلو صوته ، لأن الفريق الذي يواليه خسر المباراة ، بدل أن تغضب لله ، بدل أن تغضب إذا انتهكت حرمات الله ، تغضب فقط إذا لم يستطع الفريق الذي تواليه أن يربح المباراة ، قلت لكم : لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون الرياضة ديناً ، الرياضة وسيلة لتقوية الأجساد .